لا لا لا
هكذا صرخت السيده (صفه) وهي تصف حادثة مريعة حدثت داخل مدينة الكلمات ،وماهي إلا لحظات حتى اقترب مفتش اللغة من مكان الحادث ، والتفت للسيدة (صفة)مستفسراً:ماذا حدث ياسيدتي؟!..
صاحت السيدة (صفة) قائله :حدثتحادثة مريعة ..فظيعة..شنيعة..لقد ضاع كتاب النحو ..كرر مفتش اللغة كلمات السيدة (صفة) في هدوء: كتاب النحو ..دستور الكلمات ؟!.. صرخت السيدة (صفة) مرة أخرى :نعم ..دستور الكلمات ..لقد ضاع القانون الذي يحكم بيننا جميعاً، فهو الكتاب الذي يحدد دور كل واحد منا ..فمن دونه سيسود الهرج والمرج جميع ارجاء مدينة الكلمات ..
فكر مفتش اللغة قليلاً ثم قال: لابد أن أستجوب جميع سكان مدينة الكلمات كي أعرف من أخذ هذا الكتاب القيم.. وقبل أن يستكمل المفتش حديثه ... صاحت السيدة (صفة) مرة أخرى : (لدي صفات كل من دخل المكتبتة اليوم ،وأكيد من أخذ كتاب النحو سيكون من بينهم)..أمر المفتش أحد معاونيه بأن يحضر الأشخاص الموجوده أسماؤهم بقائمة السيدة (صفة) ،وماهي إلا دقائق معدودة حتى ظهر السيد (مفعول به) وكانت آثار الضربات بادية عليه،حتى انه لايستطيع الحركة إلا بمساعدة ممن حوله.. هنا ابتسم مفتش اللغة وهو يقول
دائماً أنت هكذا ياسيد مفعول به ..دائماً ماتضرب وتداس.. وليس بيدك أي حيله)..نظر(المفعول به) لمفتش اللغة باستكانه وهو يقول : سيدي إنني لم أخذ هذا الكتاب من المكتبة، فأنت تعلم أنني لاأفعل أي شيء ، ولكنني دائماًما يفعل بي كل شيء .. فأنهم يضربونني ويسرقونني ،فأنا دائماً مفعول به .. ربت مفتش اللغة على ظهر المفعول به وهو يقول : أنت أساس معظم الجمل التي ينطقها الناس كل يوم فأنت أشهر شيئ بمدينة الكلمات ..ها ها ها .. ضحك المفعول به وهو يقول: نعم ..انت محق.. فعلى الرغم من كل ماأعانيه من عذاب .. ألا انني اعرف اهميتي بمدينة الكلمات فهذه مهنتي ، ويجب ان احبها.. هنا ارتفعت هزيمة المفعول به، وابتعد وهو سعيد بعدما عرف ان له دور مهماً.. وما أن غاب عن الأنظار حتى ظهر السيد (فعل) مع ابنائه الثلاثه ( الماضي ) و(المضارع ) و(الأمر) فابتسم مفتش اللغة واستقبلهم بالترحاب قائلاً:مرحباً بالسيد فعل وابنائه .. نعتذر منكم على ازعاجكم ، ولكنني أفتش في حادثة وملوماتكم مفيدة لنا .. ضحك السيد فعل وهو يقول : أخبرني ابني (الماضي ) عن حادثة فقدانكم لكتاب النحو ، كما أخبرني ابني (المضارع) بأنك تريدني ، واما أبني (الأمر ) فيأمرك بأن تخبرني بماحدث بالضبط .. فأبتسم مفتش اللغة وهو يقول : أعلم بأن فقدان كتاب النحو أنتشر في جميع أرجاء مدينة الكلمات ولكن..وقبل ان يستكمل (مفتش اللغة ) حديثه صدر صوت قوي من أخر مكان بالمكتبه ، فنظر الجمع لمصدر الصوت فوجدو .........(الفاعل) وهو يحمل كتاب النحو، بعد ان ابعد احد المقاعد الموجودة جواره واقترب منهم وهو يتثائب ، فسلم عليهم وهو يقول: مرحباً بكم جميعا هاهو كتاب النحو ياسيدة (صفة) فلقد أخذته لأقرئه في اخر مكان في المكتبه حيث الهدوء والراحة ، ولكن غلبني النوم ، فرحت في سبات عميق ... ضحك الجميع حين شاهدو ماحدث ، وقالوا جميعاً في صوت واحد: حقاً الفاعل هو من يفعل كل شيء بمدينة الكلمات ، والفاعل هو الفاعل